%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7%20%D9%84%D8%A7%20%D9%86%D8%B3%D8%AA%D9%81%D9%8A%D8%AF%20%D9%85%D9%86%20%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AD%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%AC%D8%9F - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

لماذا لا نستفيد من سياحة الثلج؟
نبيه عويدات – 08\02\2012
تستفيد مجدل شمس، من دون أدنى شك، من السياحة في موسم الثلج، ولكن، هل هذا فقط ما يمكن الحصول عليه من منافع، وهل نعمل شيئاً من أجل تطوير هذه السياحة للاستفادة من إمكانياتها الهائلة في منطقتنا؟

الجواب هو طبعاً لا، فالاستفادة من قبلنا تأتي على هامش الحركة إلى جبل الشيخ، دون أن نطور في البنية التحتية للبلدة أي شيء، ودون أن يكون لنا أي دور فاعل لجذبها نحونا. فعلى مدى عشرات السنين كان ملايين السياح يمرون من تحت أنوفنا، وهم في طريقهم إلى جبل الشيخ، دون أن نفكر في الاستفادة من هذا الكنز الذي أتى إلينا من السماء.

لقد رأينا في السنوات الأخيرة كيف غيّرت بعض المبادرات الفردية في بلدتنا في خارطة السياحة. وكيف تمكنت عشرات العائلات من الاستفادة من خيرات هذه السياحة بمجرد بناء فندقين وعدد من الغرف السياحية (تسيمر)، وافتتاح عدد من المطاعم.

فاجأني سماع كلام البعض مؤخراً يقولون "أن السياحة وبال على هذه البلدة، وأننا لا نستفيد منها شيئاً، بل على العكس لا تأتينا إلا بالمتاعب"! وقد ذكرني قول هؤلاء بقصة شعبية تناقلها أهلنا عن قرية اتصف أهلها بالغباء، وكيف أنه في يوم من الأيام تزوج أحد أبنائها، فأتوا له بعروسه على ظهر فرس. وعندما وصل موكب العروس إلى بيت العريس، اتضح أن مدخل البيت لا يتسع لدخول العروس لانخفاض المدخل. وهنا دار نقاش حاد بين أهالي القرية حول كيفية حل هذه المعضلة. فاقترح بعضهم قص أرجل الفرس، بينما اقترح البعض الآخر قطع رأس العروس. واستمر النقاش حول ذلك حتى كاد يتطور إلى عراك بينهم. وهنا تدخل رجل غريب عاقل كان يشارك في العرس، فاقترح عليهم إنزال العروس عن الفرس وإدخالها إلى البيت، "فذهل الحاضرون من فطنة هذا الرجل وحكمته".

إن إمكانيات الاستفادة من السياحة كبيرة، ولا نقاش في ذلك، لكن البعض للأسف يقيس الأمور باستفادته الشخصية المباشرة فقط، وهذا كلام غير صحيح. والمطلوب منا ليس "قطع رأس العروس" ولا "قص أرجل الفر
س"، المطلوب التفكير بكيفية توسيع هذه الاستفادة لتطال جميع السكان دون استثناء.

إن تطوير السياحة بهذا الشكل لا يمكن أن يأتي من المبادرات الشخصية فقط، على الرغم من أهميتها، بل نحن بحاجة إلى قرار جماعي وتظافر الجهود من كافة الجهات الفاعلة في البلدة لتحقيق ذلك، بما يجلب الخير على الناس. وجميعنا يعرف أننا بأمس الحاجة إلى ذلك، فالأوضاع الاقتصادية في غاية السوء، وهي في تراجع مستمر من يوم ليوم.

يجب تطوير البنية التحتية للبلدة لتمكينها من استيعاب هذا الكم الهائل من السياح. وهنا يجب الاستفادة من أزمة السير التي تحصل عند مداخل البلدة، لمطالبة المسؤولين بتوسيع المدخل وتحسينه، وهذا بدون شك عمل المجلس المحلي، وهذه فرصة لا تعوض من أجل تحقيقه. يجب على السلطات تأمين ميزانيات لذلك، لأنه ليس على مجدل شمس أن تتحمل عبء السياح وحدها دون أن تستفيد منهم. هذا حق لنا، كما يحصل في المدن التي تستضيف التظاهرات الرياضية أو الثقافية، فإنها تحصل على ميزانيات خاصة من السلطات لتتمكن من القيام بذلك، وهذا أمر شبيه تماماً.

يمر السياح من بلدتنا وهم في طريقهم إلى جبل الشيخ، ونحن نستفيد من الفتات فقط، في الوقت الذي يمكننا أن نجني من ذلك ثروة طائلة لما فيه رفاهية الناس وتحسين معيشتهم. والطرق لذلك كثيرة، ولا تنقص الأفكار. المطلوب فقط التحرك من خلال هيئة تخصص لذلك، لأن المبادرات الفردية لا تكفي، بل يجب أن يكون هناك عمل جماعي مشترك بين كافة الفئات، الشعبية والرسمية وأصحاب المبادرات، لخلق بنية تحتية مناسبة، ومرافق سياحية، وأماكن مخصصة لتقديم الخدمات لهؤلاء السياح، تعمل على استقطابهم إلى البلدة، وليس فقط المرور فيها مرور الكرام.